ليس لدينا حلف عسكري ولا ننوي القيام بذلك، هكذا وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طبيعة العلاقات التي تجمع بلاده بالصين، بعد أن تزايدت التكهنات في الفترة الماضية حول طبيعة العلاقات بين البلدين.
وبعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا إلى موسكو وإطلاق استراتيجية مشتركة بين الجانبين، اعتبرت العديد من الدول أن هذا مؤشر بداية تحالف غير معلن بين الجانبين.
بوتين ينفي التحالف
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو وبكين لا تعملان على تأسيس تحالف عسكري، مشيرا إلى أن التعاون العسكري بين البلدين يتسم بالشفافية.
وأضاف، خلال مقابلة تلفزيونية بثت الأحد، أن القوى الغربية تبني “محورا” جديدا يشبه إلى حد ما تحالف ألمانيا واليابان إبان الحرب العالمية الثانية.
وأضاف: “نحن لا نشكل أي تحالف عسكري مع الصين. نعم، لدينا أيضا تعاون في مجال التعاون العسكري-الفني، ونحن لا نخفيه، لكنه شفاف، ولا يوجد سر هناك”.
ويقول متخصصون في العلاقات الدولية تحدثوا لموقع “سكاي نوز عربية” إن ما اتفق عليه البلدان خلال زيارة الرئيس الصيني هو بالفعل “تحالف”، وإن كان “غير معلن”، ويعددان ما يؤكد هذا في الاستراتيجية المشتركة التي أطلقتها الدولتين.
بنود الاستراتيجية
وفق ما نشرته وكالة أنباء الصين الرسمية “شينخوا” ووكالة “تاس” الروسية:
تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة في “العصر الجديد” بين البلدين.
علاقات الصين وروسيا ليست من نوع التحالف العسكري- السياسي.
الجانبان سيلتزمان عدم التحالف، وعدم المواجهة ،وعدم استهداف أي طرف ثالث.
الدول لديها تاريخ وثقافات وظروف وطنية مختلفة، ولها الحق في اختيار مسار التنمية الخاص بها.
البلدان يعلنان تسريع عملية إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب.
الجانب الروسي أكد تمسكه بمبدأ صين واحدة، ويعترف بتايوان كجزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويعارض ما يسمى “استقلال تايوان”.
سيبني الطرفان شراكة أوثق للتعاون في مجال الطاقة.
حماية أمن الطاقة الدولي بشكل مشترك، بما في ذلك أمن البنية التحتية الرئيسية العابرة للحدود.
البلدان يدعوان لتحقيق موضوعي وحيادي ومهني في انفجار خط أنابيب “نورد ستريم”.
البلدان قلقان من اتفاق أميركا وأستراليا بشأن الغواصات النووية.
أعربا عن شواغلهما إزاء خطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نوويا من حادث محطة فوكوشيما النووية في البحر.
البلدان قلقان إزاء الأنشطة العسكرية البيولوجية للولايات المتحدة.
الجانبان يحثان حلف الناتو على احترام سيادة وأمن الدول الأخرى.
البلدان قلقان إزاء الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
“تحالف بكل تأكيد”
الخبير في الشؤون الصينية مازن حسن يؤكد أن الزيارة انتهت لتحالف بين البلدين، ويُرجع ذلك إلى أن:
البيان الذي حمل في بدايته أنه لا يوجد تحالف بعيد تماما عن باقي البنود؛ فروسيا والصين تقريبا يؤكدان أنهما على توافق في جميع الملفات.
البلدان حليفان بالتأكيد ضد مساعي أميركا للهيمنة على العالم.
مجمل البيان يعترض على إجراءات أميركية؛ فأزمة تايوان واليابان وأوكرانيا وأستراليا المحرك الأساسي فيها هو واشنطن؛ الأمر الذي يشير إلى أن الزيارة جاءت لاتخاذ إجراءات أكثر ردعا من الجانبين ضد الممارسات الأميركية.
الأمر يحتاج بالتأكيد لتحالف صيني روسي، ودون ذلك ستكون العواقب وخيمة على البلدين.
أزمة أوكرانيا عززت التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين؛ فالصين عوضت روسيا عن الشركات التي هجرتها، وروسيا وجدت من الصين سوقا جيدا لتصدير النفط والغاز.
بدوره، قال الخبير في الشؤون الصينية عبد المجيد المناوي إن تصريحات الرئيس الروسي والصيني من قبله تنفي بشكل رسمي وجود تحالف من أي نوع، لكن الواضح الآن ينفي ذلك تماما.
وأضاف المناوي في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” إن البلدين على يقين تام الآن أنهما لن ينجحا إذا عمل كل طرف على حدة دون الآخر، خاصة في ظل قيادة أميركا للتحالف كل هدفه إضعاف الصين وروسيا.
وأوضح أن إعلان تحالف رسمي مشترك سيكون بمثابة إعلان حرب وهذا يعني أن الصين طرف فعال في الأزمة الروسية الأوكرانية وهذا الشيء سيكون له عواقب وخيمة وهو السبب قد يمنع الطرفين للإعلان عن تحالف مشترك.