حوار الأديب العماني عبد الله الحكماني مع الشاعر عصمت شاهين دوسكي
الشاعر عصمت شاهين دوسكي
* المحطات الأدبية هي نمو وارتقاء للأدب .
* اللغة طاقة ايجابية وتعدد اللغات اجتماع للطاقات .
* لقمة العيش لها الأولية في الوجود .
حوار الأديب : عبد الله الحكماني – سلطنة عمان
حاورناه حول مسيرته الطويلة جدا :
س١/ من خلال مسيرتك الطويلة التي تجاوزت الأربعة عقود نود أن نسألك عن:ماذا أعطاك الشعر وماذا اخذ منك؟
* من أوليات الشعر المهمة أن تكون هاويا محبا عاشقا للشعر وحينما تصل للعشق لا يمكن أن لا تعطي إلا ما هو حبا وعشقا وإنسانيا من خلاله فالشعر قبل أن يتجلى يمر بمراحل روحية وفكرية وحسية الشعر يعطي القليل لكن قليله كبير … يكفي أن الشعر يأخذ عمر الشاعر ..لابد للشاعر أن يواكب مسيرة الحياة بتقلباتها ومعاناتها وتناقضاتها وفرحها وحزنها ولا ينتظر الأخذ بقدر ما يفكر بكيفية العطاء رغم انه في أمس الحاجة إلى المعنويات المادية والروحية لكي يتمكن من العطاء أكثر .
….. س٢/عاصرت الكثير من الحقب الشعرية.أيها الراسخ لديك.في حالة آمنت بمسألة الحقب هذي؟ وهل هناك محطات معينة رسخت بالذاكرة بالنسبة لك؟
* المحطات الأدبية هي نمو وارتقاء للأدب فالثمانينات تختلف عن التسعينات مثلا فهناك خط يسير وفق العطاء فكلما أعطيت أكثر كثرت المحطات المؤثرة في حياتك وترسخ في الذاكرة عنوة فكل فترة زمنية إن قصرت أو طالت إن أخفقت أو نجحت تعتبر مد ارتقائي نحو عطاء أفضل فبعد هذه الحقب الزمنية أصدرت لي وبمساعدة الأصدقاء في مختلف دول العالم ماديا ومعنويا هذه الكتب
* مجموعة شعرية بعنوان ( وستبقى العيون تسافر ) عام 1989 بغداد
*ديوان شعر بعنوان ( بحر الغربة ) بإشراف الأستاذة المغربية وفاء المرابط عام 1999 في القطر المغربي ، طنجة ، مطبعة سيليكي أخوان .
* كتاب (عيون من الأدب الكردي المعاصر) ، مجموعة مقالات أدبية نقدية ،عن دار الثقافة والنشر الكردية عام 2000 بغداد .
* كتاب ( نوارس الوفاء ) مجموعة مقالات أدبية نقدية عن روائع الأدب الكردي المعاصر – دار الثقافة والنشر الكردية عام 2002 م .
* ديوان شعر بعنوان ( حياة في عيون مغتربة ) بإشراف خاص من الأستاذة التونسية هندة العكرمي – مطبعة المتن – الإيداع 782 لسنة 2017 م بغداد .
* رواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” مطبعة محافظة دهوك ، بإشراف الأستاذ الباحث في الشؤون الشرق أوسطية سردار علي سنجاري ، الإيداع العام في مكتبة البدرخانيين العام 2184 لسنة 2017 م .
– كتاب نقدي عن ديوان الشاعر إبراهيم يلدا عنوانه ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” صدر في أمريكا وفي مدينة Des Plaines دسبلين ،،، الينوي،،،، ,في مؤسسة Press Teck .. بريس تيك … 2018 .
* كتاب عن الأديب الرحال بدل رفو المغترب في النمسا بعنوان ” سندباد القصيدة الكوردية في المهجر ، بدل رفو ” طبع في سوريا ، مطبعة الزمان الدولية 2018 م
* كتب الأديب والإعلامي الكبير أحمد لفتة علي دراسة عن قصائدي في كتاب عنوانه ( القلم وبناء فكر الإنسان ) صدر في دهوك عام 2019م
* كتبت الأكاديمية السورية كلستان المرعي دراسة ورؤية عن قصائدي في كتاب بعنوان القلم العاشق في الزمن المحترق صدر في دهوك عام 2021 م
* كتبت الأديبة التونسية هندة العكرمي دراسة عن شعري في كتاب التأرجح الشاهيني بين التقصي والتشخيص صدر في دهوك عام 2022 م
وهناك كتب شعرية ونقدية ما زالت تنتظر أن تخرج إلى النور .
س٣/ تمتلك لغتين(العربية والكردية)برأيك هل تعدد اللغات يضيف للشاعر خاصة والمثقف ككل؟وكيف يكون ذلك؟
* اللغة طاقة ايجابية وتعدد اللغات اجتماع للطاقات وهذه الطاقة المجتمعة تحتاج إلى أن تخرج للعالم من خلال الأدب والشعر والنقد وأي فن أدبي آخر ما دمت متمكنا من اللغة والتعبير والوصف الجميل وفي بداية مشواري الأدبي كتبت وترجمت بعض القصائد ونشرت في الصحف والمجلات لكن بعد تأثير الحروب والأزمات التي مرت على العراق كانت لقمة العيش لها الأولية في الوجود خاصة في مرحلة التسعينات وما بعدها . واهتمامي الأدبي ارتكز على الشعر والنقد الأدبي أكثر ثم المقالات الأدبية .
– س٤/ يقال بأن هذا الزمن زمن الرواية وليس الشعر.ما تعليقك؟
* لا أميل لهذه التصنيفات وإن كان البعض يؤمن بها فالإبداع في الرواية والشعر والفن التشكيلي والموسيقى والمسرح ليس له زمن محدد وإن تفوقت الواحدة على الأخرى ..لكن العمل الأدبي والفني يفرض نفسه حسب قدرته على التأثير والعطاء والإبداع.
س٥/ لكونك دخلت مجال النقد والدراسات الأدبية.هل ترى النقد يضاهي المنتج الشعري كما وكيفاً. مع التعليل.
* النقد مجهر يرى الجمال الفكري والرؤية الأدبية الشاملة تعزز مقدار الجوهر الأدبي السليم وفي نفس الوقت تطوف على السطح فقاعات قد تكون عيوبا أو ضعفا أو أخطاء يستفاد منها الكاتب فالنقد البناء يحاول أن يرمم جسد العمل الأدبي…وأنا اعتبر النقد البناء مساعد عظيم للإبداع ولا اعتقد النقد يضاهي المنتج الشعري بل يدعمه إن الناقد ينظر في النصوص الأدبية شعرية كانت أو نثرية يجسد رؤيته الفكرية وجوهر تجربته ثم يأخذ الكشف عن مواطن الجمال والقبح فيها معللاً ما يقوله ومحاولاً أن يثير في نفوسنا شعور بأن ما يقوله صحيح وقد يخطأ أو يصيب .
س٦/كذلك لكونك صحفي نتمنى أن تحدثنا عن دور الصحافة الثقافية في وطننا العربي وما لها وما عليها.
* كتبت عن الصحافة ودورها المهم في عملية الوعي والإرشاد والتوجيه والتصحيح والارتقاء الإنساني فالسلطة الرابعة إن لم ترتكز على الحيادية والعدل والمساواة والحق ستعتبر سلطة منكمشة على نفسها ولا تقدم شيئا قيما للإنسانية . تُمكن الصحافة الفرد من معرفته الثقافية وميوله وما يناسبه، تساعده من إيجاد الأفضل إذا تم عرض من قبل حالة مشابهة لحاله. تساعد الصحافة تسهيل عملية النشر والتواصل السليم . توفير صيغة أدبية سليمة تشكل أكثر ليونة خاصة بما يعانيه الأديب . تقديم ما هو معنوي تساعد الأديب على الاستمرار . يمكن للصحافة أن تكون منبرا للعطاء الإنساني عامة وللأديب خاصة مما يزيد ثقة الأديب بنفسه وبنتاجه . المساهمة في اختصار المسافات بين المسؤول الثقافي والمثقف. تعد الصحافة من أكبر الطاقات الايجابية التي تظهر وتقدر وتهتم بمواهب الأديب فدور الصحافة الثقافية مهمة جدا في حياتنا واستمرارها والارتقاء بها .
س٧/ بما أننا في الصحافة ولكونك مارست الصحافة بشقيها التقليدي والرقمي.ما تعليقك حول الصحافتين؟ من حيث الأهمية والمهنية
* إن كنت تقصد التقليدية الورقية فهي أكثر تأثيرا ولها جو خاص من المتعة والفائدة أما الصحافة الرقمية أصبحت سهلة لكنها اقل تأثيرا ، كثرت وتعدد الصحف الرقمية تجلت وسمحت لخلق جواً مناسبا لمن هب ودب وعدم تقييم ما ينشر إلا نادرا ، لست ضد التطور لكني ضد الفوضى الكتابية فارى على صفحات التواصل الاجتماعي مع احترامي للجميع اغلبهم سفراء سلام واغلبهم يحملون شهادة دكتوراه ربما منهم لم يرى باب الجامعة وألقابا أدبية كثيرة هذه الفوضى الظاهرية عمت الصفحات حتى أصبحت شهادة الدكتوراه تباع بأرخص الأثمان مما جعلها بلا قيمة ومكانة علمية تذكر وبهذا الشأن كتبت قصيدة .. سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ..التي كانت سببا لابتعاد بعض الأدباء عني لأنني قلت الحق ..
س٨/ تمتلك أكثر من لغة كما سبق أن ذكرنا. فهل لك أعمال في الترجمة .علما بأن الترجمة من وإلى في وطننا العربي بحاجة ماسّة إلى التكثيف ؟
* في الثمانينات والتسعينات كنت اكتب وأترجم بعض القصائد الشعرية خاصة حينما كنت اعمل في صحيفة باشكو العراق ..ولكن ظروف الحروب المتتالية جعلت الأدب انكسارا نفيا ضعفا – فبالحب وحده لا يعيش الإنسان . وكتابتي باللغة العربية انقل مآسي ومكابدات ومعاناة الشعب الكردي للعالم كما كان الأدباء الجزائريون يفعلون حينما كانوا يكتبون باللغة الفرنسية ونقلوا معاناة الشعب الجزائري للعالم حينما كان محتلا من قبل فرنسا ،وأود أن تصل كلماتي للعالم كله .
س٩/الختام لك في هذه المساحة ..
* شكري وتقديري واعتزازي لحضرتك. وقد سنحت لنا الفرصة للحديث ولو موجزا… أرجو أن يكون القادم أفضل ..
إعداد وحوار/ عبد الله بن سعود الحكماني
كاتب وشاعر من سلطنة عمان
*****************************
* من سلسلة حوارات ثقافية الذي أعده الأديب الكبير عبد الله بن مسعود الحكماني