loading

التطبيع الثقافي .. أيضا خيانة – بقلم / جميل أبو صبيح

التطبيع الثقافي مع العدو

التطبيع الثقافي مع العدو

     بعد ظهور جماعة كوبنهاجن التطبيعية بوقت قليل التقيت في الدوحة بعرّاب الجماعة ، الكاتب لطفي الخولي ، بعد انتهائه من حوار ببرنامج الاتجاه المعاكس، الذي شاركه به الكاتب فخري قعوار ،

     كان لطفي الخولي متبنيا مسألة التطبيع ، متراجعا عن مواقفه السابقة أيام الحقبة الناصرية ، بينما تبنى الكاتب فخري قعوار الرد المقاوم للتطبيع بصفته رئيسا لرابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، حيث استضافت الجزير ة الضيفين بفندق واحد ،

   رأيت بلقائي لطفي الخولي فرصة لمحاورته بأن التطبيع الثقافي مع مثقفي الكيان الصهيوني خيانة لأمتنا ونضالها ولثقافتنا أيضا ، بخاصة انه مثل مكانة متقدمة في خندق الناصرية،\فما كان منه إلا أن دعاني لكتابة مقالة من ألف كلمة حول الموضوع ، لنشره بصفحته المتخصصة لحوار التطبيع بصحيفة الأهرام ، أدركت خلالها فورا كيف يتم سحب المثقفين إلى الجانب الآخر بإغراء الكتابة بصحيفة كبرى،

     أثبت فخري قعوار جدارته بموقفه المقاوم للتطبيع الثقافي ، وبقي لطفي الخولي مصرا على موقفه ،

     أعني هنا أن التطبيع لا يأتي من فراغ أو مجرد رغبة ، وإنما له مداخلات أخرى لعل أهمها الإغراء بالمكتسبات الشخصية ، فكما أراد الإغراء بالكتابة بالأهرام يوجد أيضا من أخذ مائتي ألف دولار تحت دعوى إقامة مؤتمر للتطبيع ، وربما أيضا الوعود بجوائز دولية كبرى ، كالتي نالها الروائي نجيب محفوظ ، ومحاولات أدونيس الذي تم فصله من الاتحاد العام للكتاب العرب عام 1995 بسبب حضوره مؤتمر غرناطة ،

     أسماء كثيرة طفت على السطح التطبيعي لطموحاتها الخاصة ، سعد الدين إبراهيم عقد مع الصحفي إريه ليفي صفقات بحثية نفسية حول الصراع العربي ” الإسرائيلي ” ، وأنيس منصور المعروف باتفاقه مع حاييم جوردون إجراء لقاءات بين الشباب المصري والإسرائيلي ، والمسرحي علي سالم الذي نال الدكتوراه الفخرية من جامعة بن جوريون ،

     والطاهر بن جلون يهنئ الكيان الصهيوني أثناء حضوره معرض الكتاب في القدس بذكرى إنشائه ، وبوعلام صنصال يحتفل أيضا مع الصهاينة بفطير صهيون المعجون بالدم الفلسطيني في تل ابيب ..

       كتاب ومسرحيون وفنانون عرب انتهازيون خرجوا على نضال أمتهم وطموح شعوبهم بمواقف شخصية لا تطمح إلا إلى تحقيق طموحات شخصية ، وتواصلوا مع آخرين من الكيان الصهيوني إعتقادا منهم أن مغالبق ستفتح لهم في هذا الكون ، بينما في حقيقة الأمر مسخرون لصداقات يسخرها الصهاينة لغاياتهم الخبيثة ، فقد ذكر بن جوريون في كتابه ” اسرائيل تاريخ شخصي ” يندر أن تجد أكاديميا أو سياسيا إسرائيليا لم يتثقف على أيدي الموساد ” ، يؤكد هذا ما نعرفه عن دولة الكيان أنها دولة من الجيش ، لا يوجد فيها مواطن ليس عسكريا أو رجل أمن ،

     لذلك فإن سقوط أي مثقف عربي بفخ صداقة أو محاولة التقارب مع أي صهيوني داخل الكيان ولو حتى بطبع دمغة صهيونية على جواز سفره ما هو في الحقيقة إلا مشروع خيانة لأمته وشعبه ، كما هو حال السقوط الأخير للمسرحي الجزائري مرزاق علواش بمشاركته بمهرجان حيفا السينمائي ،

     يرمي العدو الصهيوني سنارته المسمومة فيصطاد الإنتهازيين من المثقفين الذين يسهلون له غسل يديه من الدم الفلسطيني وجرائمه ضد الإنسانية ، ولو بأرخص الأثمان .. نشر مقالة في جريدة ، أونيل جائزة أدبية ، أو مشاركة بمهرجان سيء، أو رشوة مال فاسد ..

حديث العالمAuthor posts

صحيفة الكترونية شاملة

التعليقات معطلة.

تم التصميم والتطوير بواسطة اتش فى اى بى اس