loading

عقدة النظام الايراني في البديل الجاهز له بقلم : منى سالم الجبوري

منى سالم الجبوري

منى سالم الجبوري


لماذا تضاعف خوف القادة والمسٶولون في النظام الايراني من الاوضاع والامور السائدة بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة؟ ولماذا قامت قيامته بعد الانتفاضة الاخيرة وإزداد مستوى رعبه وهلعه؟ ولماذا يقوم بالترکيز بصورة ملفتة للنظر على منظمة مجاهدي خلق منذ 28 ديسمبر2017، بصوة خاصة؟
إجابة الاسئلة أعلاه، کمنت وتکمن في الدور والنشاط والحضور والتأثير البارز لمنظمة مجاهدي خلق على مسار الاحداث والامور وصيرورتها رقما سياسيا صعبا على ساحة الاحداث والتطورات في إيران، إذ لو تمعننا في إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، لوجدنا إن القاسم المشترك فيما بينها هو الدور الريادي للمنظمة في هذه الانتفاضات من خلال وحدات المقاومة النشيطة التابعة لها.
أکثر مايغيض النظام الايراني ويجعله يصاب بالجنون، هو إن دور مجاهدي خلق لم يتوقف عند حد مشارکتها الفعالة في تلك الانتفاضات فقط بل وزادت على ذلك دور التعبوي على الصعيد الدولي وسعيها الحثيث من أجل جعل العالم کله على إطلاع بما يدور ويجري في إيران وبشکل خاص أثناء الانتفاضات، والاکثر من ذلك إن دور وتأثير المنظمة في داخل إيران قد لفت الانظار على الصعيد الدولي ولاسيما من حيث قدرتها الديناميکية في تحريك وتوجيه مسار الاحداث والامور، ومثلما نظر وينظر الشعب الايراني للمنظمة بإعتبارها أمله في تغيير الاوضاع وإسقاط النظام ومن إنها بديل هذا النظام الجاهز، فإنها صارت بنظر العديد من الاوساط الدولية کذلك، ومن هنا فقد جن جنون النظام لأنه يتصرف بعقلية القرون الوسطى ويعتقد بأنه يجب أن يستمر للأبد، ولذلك فإنه وعندما يرى تحرکا من أجل إسقاطه وکذلك مواقف وتصريحات ترى في مجاهدي خلق بديلا له، فإنه يقوم بردود فعل إنفعالية وحمقاء تسعى من أجل التغطية على ذلك.
ترکيز النظام الايراني الملفت للنظر على منظمة مجاهدي خلق والسعي من أجل التقليل منها أو تشويه صورتها وتحريف تأريخها المجيد، إنما هو من أجل الطعن في کونها البديل الديمقراطي الجاهز له والمثير للسخرية إنه ومن فرط حقده وکراهيته الشديدة للمنظمة فإنه يعاني من التخبط والتناقض من حيث التعامل مع هذا الامر ووصل الحال بهذا النظام ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة الى حد سعيه لنقل حملته المضادة للمنظمة الى الصعيد الدولي والمطالبة بإعادة 104 من أعضائها من أجل محاکمتهم في إيران!!
مجاهدي خلق کانت بالنسبة لهذا النظام ومنذ الايام الاولى لتأسيسه وحتى الان بمثابة العقدة الاساسية له وهذه العقدة بقيت ولازالت باقية ويعاني النظام الايراني منها الامرين ولاسيما بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة والاهم من ذلك إنه يدري إن خلاصه من هذه العقدة لن تکون إلا بسقوطه!

حديث العالمAuthor posts

صحيفة الكترونية شاملة

التعليقات معطلة.

تم التصميم والتطوير بواسطة اتش فى اى بى اس