loading

كشكول العلوم! – بقلم / محمود سلامة الهايشة

محمود سلامة الهايشة

 محمود سلامة الهايشة

  • الدكتور يريد أبحاثه على أسطوانة مدمجة.
  • هل من الممكن أن أقدمها فارغة؟!

 فرجع بظهره إلى الوراء، ورفع حاجبيه مندهشًا لقوله:

  • فارغة؟!
  • نعم، ما المشكلة؟! يعني هو سيتصفحها، فأنا فعلتها من قبل.
  • كيف؟!
  • في أثناء دراستي بالمرحلة الإعدادية كنت أكره معلمَ الدراسات الاجتماعية جدًّا، ومن شِدَّة عدم قَبولي له، كان عندما يكلفنا بواجبات منزليَّة، كنت لا أؤديها بتاتًا.
  • وهل نجحت في هذه المادة؟
  • نعم، كنت أستذكرها بالحد الذي يكفي للنجاح.
  • ولم يفعل لك المعلم شيئًا مُطلقًا؟!
  • حدث، دخل يومًا الفصلَ، وكأنه جاء خِصِّيصَى؛ ليسألني عن واجباتي، أين كراسة الواجب؟
  • وماذا فعلت يا بطل؟

 ابتسمت في وجهه، رددت عليه بكل هدوء:

  • بصراحة يا أستاذ أنا لا أحب هذه المادة.

 فنظرت له مبتسمًا، ففهم ماذا أريد أن أقوله:

  • لا… فأنا لا أستطيع أن أقول له: إني أكرهك، فهو كان شديدًا وعنيدًا جدًّا، فوضعت السببَ كُلَّه في المادة.
  • وماذا قال لك؟
  • يا بني، وكيف ستنجح في المادة؟ فقلت:
  • أُحَصِّلُ منها ما يكفي للحصول على الدرجة الدنيا للنجاح.
  • وتركك بعدها؟

 أمسكني من ياقة قميصي بيديه الغليظتين، وصاح:

  • إن لم تأتِ بكراسة الواجب الحصة القادمة، فلا تدخل الفصلَ إلا ومعك وَلِيُّ أمرك.
  • بالتأكيد عملت الواجب؟
  • لا… سلمته واجبَ العلوم.

 فجاء الحصة التالية رافعًا الكشكول:

هكذا تُعطيني واجبَ العلوم، ماذا أفعل معك الآن؟!

 فرَدَدْت عليه بثقة كبيرة والسعادة تَملأ قلبي؛ لأنِّي استطعت أن أضايقه وأُخرجَه عن شعوره:

  • آسف جدًّا يا أستاذ، فالكشاكيل كلها متشابهة.
  • وبعد ذلك…؟!
  • ومن يومها أخرجني تمامًا من رأسه، ولم يَعُدْ يسألني عن الواجب!!

 

  ——————-

بقلم

محمود سلامة الهايشة

كاتب وباحث مصري

elhaisha@gmail.com

حديث العالمAuthor posts

صحيفة الكترونية شاملة

التعليقات معطلة.

تم التصميم والتطوير بواسطة اتش فى اى بى اس