loading

وجبة غذاء على الطريقة الإسرائيلية – بقلم : محمد عارف مشّه

محمد عارف مشّه


يحكى في الموروث الشعبي ، أن الوالي آمر جنوده بإلقاء القبض على أحد المارّة الأبرياء ، وإيداعه في غرفة بالسجن لا تتجاوز مساحتها عن المترين .
بدأ الرجل بالصراخ والعويل بأنه بريء ، وعن سبب إيداعه السجن بلا ذنب اقترفه ، حين دخل الغرفة في السجن ، ووجدها صغيرة المساحة ، بدأ يصرخ أن الغرفة لا تتسع له ، فكيف سينام ويأكل ويقضي حاجته … فأحضر له الجند سجينا آخر معه في الغرفة ، فازداد صراخ الرجل : المكان لا يتسع لي وحدي ، فكيف تحضرون سجينا آخر . فلم يعجب الجند صراخ الرجل البريء ، فأحضروا سجينا ثالثا ورابعا وخامسا ، وفي كل مرة يشكو ضيق المكان وكثرة السجناء ، فأحضر الجند خنزيرا ، ووضعوه معهم في السجن ، فصار الرجل الأول : أخرجوا الخنزير فقد اختنقنا برائحته ، وقد نسي المطالبة بحريته وإخراجه من السجن ، لأنه لا ذنب له . إلى هنا وانتهت القصة في الموروث الشعبي .
كانت أسمها قضية الشرق الأوسط ، ثم صار اسمها القضية العربية ، ثم القضية الفلسطينية … إلى أن اختصرت بالشيخ جراح وسلوان ، ونسينا السبب الرئيسي في محاولة هدم وتهجير السكان في الشيخ جراح وسلوان ، ومحاولة هدم المسجد الأقصى ، وتجويع وحصار غزة ، هو في وجود السبب الرئيس احتلال فلسطين من الكيان الاسرائيلي .
يحاول الاحتلال بغض النظر عن اسم رئيس الحكومة ، المماطلة ، وتحويل أنظار الرأي العام العالمي ، من التعاطف مع الشعب الفلسطيني ، بقضيته العادلة ، في تحرير وطنه من المغتصب ، وعيش الفلسطيني في وطنه بحريته ، إلى قضايا جانبية ، تحولت من إعادة بناء غزة نتيجة ما دمرته الألة العسكرية الصهيونية ، ومن فك الحصار عن غزة في البر والبحر ، إلى قضية أربعة أسرى لدى غزة ، وتناست وجود ألاف الأسرى الفلسطينيين الذين تمّ أسرهم في السجون الاسرائيلية ، بأحكام تجاوزت للأسير الواحد الألف عام أو يزيد ، إضافة إلى ألاف الأسرى الفلسطينيين من أطفال ونساء ، وأحكام إدارية بلا ذنب ، إلا لأنهم أصحاب الأرض الوطن فلسطين .
يشترط بينت لعودة الأمن والأمان لـسكان المستعمرات الاستيطانية ، قبل الأمن والسلام للفلسطينيين ، يشترط إعادة إعمار غزة ، وكأنه يشترط عدم شروق شمس يوم غد ، بخروج مستعمريه الأربعة ، اثنان ميتان ، وإثنان لا زالا على قيد الحياة ، كما يزعم بينيت وغنتس ، وبقية حكومة الائتلاف الهشة ، وقد وصل التعنت بحكومته وتطاوله ، أن سيسمح بتوقيع العودة إلى الاتفاق النووي الإيرانية ، بمقدار حجم استفادة حكومته المالية والعسكريه من الإدارة الأمريكية في وشنطن .
فهل لا زلنا نذكر ، أن اسمها القضية العربية الفلسطينية ، أم توقف مفهومنا للقضية العربية ، بما يريده نتنياهوـ بينت بمصطلح مفهوم الاسم والدلالة ؟ أم سنتسابق من يقتطع أكثر من كعكة إعادة بناء إعمار غزة من المشاريع ، وننسى ( كان اسمها فلسطين ، وسيظل اسمها فلسطين ؟ )

التعليقات معطلة.

تم التصميم والتطوير بواسطة اتش فى اى بى اس